دول الحجاج وقعت على محاضر رسمية تفيد التزامها بالأنظمة والقوانين المعمول بها في المملكة، وقد تعهدت أن لا ترفع شعارات سياسية في المشاعر أو يخوض حجاجها في أمور السياسة، فالمكان خاص بالعبادة والواجب ان يكون مهتما بها، وقد تم هذا بمبادرة من وزارة الحج السعودية، وصادقت عليه الممثليات الديبلوماسية ومكاتب الحجاج والشركات المعنية بحملات الحج في الدول العربية والإسلامية ودول الأقليات المسلمة، وهو ترتيب يعلن لأول مرة في الصحافة المحلية، وستعاقب الدول المخالفة بتخفيض حصتها المقررة من الحجاج في السنوات القادمة، وتوجد فرق مراقبة وتفتيش تتابع المسألة ميدانيا وترفع تقاريرها بشكل يومي، وهذه الشفافية في التعامل مع مسألة حساسة ودقيقة تسجل لمصلحة وزارة الحج ولوزيرها الحجار، والإجراء يضع المخالفين أمام مسؤولياتهم، خصوصا أن دولهم أو المؤسسات المعبرة عنها التزمت خطيا بالابتعاد عن محاذير الحج.
المفروض أن لا يتقاطع الدين مع السياسة في أماكن العبادة، ومحاولات «تسييس الحج» لم تنجح طوال تاريخها المعروف، ولا يمكن أن تجد قبولا بين الحجاج أنفسهم، والحج يتفوق على اكثر المناسبات اهمية حول العالم، وفي السنة الحالية حضر حجاج من مئة وثلاث وستين دولة، وهناك اثنان وعشرون وكالة انباء اهتمت بنقل مجريات الحج، وتقول الاحصاءات إن عدد الحجاج من الداخل والخارج يتجاوز قليلا المليوني حاج وحاجة وبزيادة تصل الى نصف في المئة عن السنة الماضية، ويقوم على خدمة هؤلاء 74 ألف عسكري يمثلون الجهات الأمنية والعسكرية المشاركة في أعمال الحج، وهذا الكرنفال الإيماني الكبير يتكرر سنويا، والمملكة بطبيعة الحال محسودة من البعض لأنها تتفرد بخدمة الحرمين الشريفين، ولأنها استطاعت تحقيق ريادة عربية وإسلامية في المجالين الاقتصادي والثقافي وفي فترة زمنية قصيرة، ولأنها أصبحت دولة من الوزن الثقيل في عالم السياسية الدولية.
لعل فيما ذكر تفسيرا لأسباب الإصرار على استنساخ ملامح من الفهم السعودي للإسلام، ومن ثم تحريفه بصورة تجعل منه مرادفا لكل البشاعات الإسلامية أو الإنسانية، إن جاز التعبير، وكما هو الحال في «داعش» و «جبهة النصرة» وقبل ذلك «القاعدة» وشبيهاتها المتطرفة، والرابط دائما يأتي من باب «السلفية» وإن ألحقت بها مسميات جديدة، وأشك في أن جماعة «داعش» تتعمد تصوير جزها لرؤوس المخالفين ومن تعتبرهم كفارا ونشرها على منصات الإنترنت بالصوت والصورة، وإشاراتها المستمرة إلى الانتحاريين السعوديين، تجعل المتابع يتصور أنهم وحدهم من يقومون بهذا العمل، والجماعة المتطرفة تطلق عليهم تسمية «الجزراويين» نسبة الى الجزيرة العربية، وأتصور أن «الجزيريين» أنسب وأسلم وتنسجم ولهجات أهل نجد وبادية الحجاز، و «الشوام» في الغالب يميلون إلى نطق الكلمات بالطريقة الأولى، والسابق في مجمله يتقاطع مع مصطلحات يسوق لها من يختلفون مع المملكة أو يقفون ضدها من عرب لندن وواشنطن.
الدول العاقلة لن تستغل الحج أو تعمل على تسييسه، وتصرف وزارة الحج كان موفقا جدا وجاء في وقته تماما، وسيقطع الطريق على كل الاعتذارات الممكنة، والمعادلة ذكية فالمخصوم من دولة سيحول إلى حساب حجاج دولة أخرى، وبالتالي سيكون موقف الدول محل العقوبة محرجا أمام مواطنيها، وستظهر وكأنها دولة مهزوزة لا تقدر العواقب، وتتصرف بطريقة المراهقين وأصحاب العقد النفسية..
عيدكم مبارك...
binsaudb@yahoo.com
المفروض أن لا يتقاطع الدين مع السياسة في أماكن العبادة، ومحاولات «تسييس الحج» لم تنجح طوال تاريخها المعروف، ولا يمكن أن تجد قبولا بين الحجاج أنفسهم، والحج يتفوق على اكثر المناسبات اهمية حول العالم، وفي السنة الحالية حضر حجاج من مئة وثلاث وستين دولة، وهناك اثنان وعشرون وكالة انباء اهتمت بنقل مجريات الحج، وتقول الاحصاءات إن عدد الحجاج من الداخل والخارج يتجاوز قليلا المليوني حاج وحاجة وبزيادة تصل الى نصف في المئة عن السنة الماضية، ويقوم على خدمة هؤلاء 74 ألف عسكري يمثلون الجهات الأمنية والعسكرية المشاركة في أعمال الحج، وهذا الكرنفال الإيماني الكبير يتكرر سنويا، والمملكة بطبيعة الحال محسودة من البعض لأنها تتفرد بخدمة الحرمين الشريفين، ولأنها استطاعت تحقيق ريادة عربية وإسلامية في المجالين الاقتصادي والثقافي وفي فترة زمنية قصيرة، ولأنها أصبحت دولة من الوزن الثقيل في عالم السياسية الدولية.
لعل فيما ذكر تفسيرا لأسباب الإصرار على استنساخ ملامح من الفهم السعودي للإسلام، ومن ثم تحريفه بصورة تجعل منه مرادفا لكل البشاعات الإسلامية أو الإنسانية، إن جاز التعبير، وكما هو الحال في «داعش» و «جبهة النصرة» وقبل ذلك «القاعدة» وشبيهاتها المتطرفة، والرابط دائما يأتي من باب «السلفية» وإن ألحقت بها مسميات جديدة، وأشك في أن جماعة «داعش» تتعمد تصوير جزها لرؤوس المخالفين ومن تعتبرهم كفارا ونشرها على منصات الإنترنت بالصوت والصورة، وإشاراتها المستمرة إلى الانتحاريين السعوديين، تجعل المتابع يتصور أنهم وحدهم من يقومون بهذا العمل، والجماعة المتطرفة تطلق عليهم تسمية «الجزراويين» نسبة الى الجزيرة العربية، وأتصور أن «الجزيريين» أنسب وأسلم وتنسجم ولهجات أهل نجد وبادية الحجاز، و «الشوام» في الغالب يميلون إلى نطق الكلمات بالطريقة الأولى، والسابق في مجمله يتقاطع مع مصطلحات يسوق لها من يختلفون مع المملكة أو يقفون ضدها من عرب لندن وواشنطن.
الدول العاقلة لن تستغل الحج أو تعمل على تسييسه، وتصرف وزارة الحج كان موفقا جدا وجاء في وقته تماما، وسيقطع الطريق على كل الاعتذارات الممكنة، والمعادلة ذكية فالمخصوم من دولة سيحول إلى حساب حجاج دولة أخرى، وبالتالي سيكون موقف الدول محل العقوبة محرجا أمام مواطنيها، وستظهر وكأنها دولة مهزوزة لا تقدر العواقب، وتتصرف بطريقة المراهقين وأصحاب العقد النفسية..
عيدكم مبارك...
binsaudb@yahoo.com